ابراهيم بنوفغى
الداخلة
إيمانا منها لما يشكله الإبداع والاجتهاد والتميز في الوسط المدرسي والذي يعتبر مشتلا للطاقات الوطنية في كل المجالات وتشجيعا للمبادرات الفردية في الاستغلال الأمثل للوقت الثالث وفي إطار الأجرأة الفعلية لمضامين البرنامج الاستعجالي وخاصة مشروع التحفيز على الجد والعطاء والإبداع والتميز، احتضنت نيابة الداخلة أنشطة الملتقى الوطني الأول للقصة القصيرة على مدار ثلاثة أيام(13 و 14 و15 ماي 2011)، وكان هذا الملتقى الأول والمنظم تحت شعار" رؤية/ إبداع وحس جمالي" مناسبة لحضور تلاوين شتى من القصاصين على المستوى الوطني والجهوي والمحلي من أجل الإبداع وتأطير ثلة من التلاميذ، مبدعي وباني القصة القصيرة مستقبلا والفن الأدبي.
وبكلمة ترحيبية بالوفود المشاركة والتذكير بدواعي تنظيم مثل هذه الأنشطة الهادفة، افتتح النائب الإقليمي أحمد العهدي أشغال الدورة الأولى للملتقى الوطني للقصة القصيرة والذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وبشراكة مع البلدية ومجموعة من الشركاء بالقاعة الشرفية لبلدية الداخلة وبحضور شخصيات منتخبة وبعض أعيان ووجهاء القبائل والمجتمع المدني وجمهور غفير من نساء ورجال التربية والتكوين وكذا التلاميذ، هذا الجمع المتجانس كان على موعد مع تقديم فيلم تصويري يسرد حياة شخصية الملتقى الوطني للقصة القصيرة في نسخته الأولى الأديب أحمد بوزفور في قالب قصصي جميل يعكس مدى إخلاص هذا الرجل لهذا الجنس الأدبي الذي ملكت عليه قلبه وعقله وقلمه، ثم تابع الحضور ندوة قيمة عالجت موضوع القصة القصيرة في الألفية الثالثة والتي سيرها ذ.محمد أعنزي وأطرها كل من أحمد بوزفور، حسن البقالي، محمد أيت حنا والتي لاقت تجاوبا كبيرا مع الحضور، وبمدخلات هادفة أغني الموضوع بعد الخوض في الفصل بين القصة القصيرة والقصيرة جدا.
وفي إطار تفعيل فقرات برنامج الملتقى الوطني الأول للقصة القصيرة والذي يروم تشجيع التلاميذ على الإبداع الأدبي وخاصة الابداع القصصي وتقريبهم من مثل هكذا أعمال وجعلهم يحتكون بالرواد ويأخذون القدوة من أمثال القاص أحمد بوزفور وغيره من المبدعين الذين لبوا الدعوة على مضض، تمت برمجة العديد من الأنشطة الثقافية، الفنية والترفيهية التي تتغيأ تحسين القدرات الكتابية والتواصلية للمشاركين، إلى جانب رحلات استكشافية للعديد من المواقع الهامة بإقليم الداخلة، وهكذا تنوعت الأماكن وتوحد العنوان " القصة القصير " وللجمع بين ما هو ترفيهي تثقيفي وما هو سياحي، قام المشاركون التلاميذ رفقة مؤطريهم القصاصين والأدباء والأساتذة بجولة عمل للموقع السياحي العالمي "تاورطة" حيث كان الجميع على موعد مع ورشتين حول الكتابة القصصية من تأطير عبد اللطيف بوجملة ومحمد الحاضي وأحمد شكر، ومن خلالهما وقف الرواد في فن القصة القصيرة على مدى التجاوب التلاميذي مع كل الإرشادات والتوجيهات لتختتم هذه الجولة بزيارة ميدانية لضيعة تربية النعام في عين المكان والتي جعلت المشاركين والمشاركات يطلقون العنان لخيالهم القصصي، ويستنيرون بنصائح مرافقهم.
وفي مساء اليوم الثاني نفسه، تجدد اللقاء القصصي، في أمسية قصصية ممتازة بالقاعة الشرفية وبرئاسة شيخ القصة المغربية القصيرة أحمد بوزفور والذي تم تكريمه بالمناسبة والإعلان عن إطلاق إسم هذا الرمز القصصي الكبير على قاعة الأنشطة بمدرسة واد الشياف الإبتدائية. وخلال هذه الأمسية القصصية بامتياز تناوب على القراءات القصصية كل من :أحمد بوزفور/حسن البقالي/ عبد السميع بنصابر /محمد أيت حنا/عبد الباسط بوشنتوف/محمد الحاضي/أحمد شكر/محمد الصبار/لبنى العبدلاوي والذين أتحفوا الحضور بما جادت به مخيلاتهم والتي تركت صدى تربويا جيدا في نفوس التلاميذ والتلميذات.
وتشجيعا لكل الأقلام الإبداعية الشابة تم الإعلان عن أسماء الفائزين بالمسابقتين الوطنية و الجهوية التلاميذية والتي عادت الجائزة الأولى على المستوى الوطني للكاتبة ربيعة عبد الكامل، في حين حاز الجائزتين الثانية والثالثة على التوالي طارق شهير وهشام نجاح. أما على المستوى الجهوي فقد كان كل التلاميذ المشاركون فائزون تحفيزا لهم على أخذ القلم والمبادرة على الكتابة القصصية.
وبجولة سياحية لأهم مرافق المدينة ومناطقها السياحية الجذابة وخاصة منطقة 25 لكل المشاركين والمشاركات، اختتمت أشغال هذا الملتقى الأول والكل ينتظر بشغف متى يتجدد اللقاء القصصي في نسخته الثانية بمدينة الداخلة، مدينة إبداعية تأتمر و لا تتآمر.
وفي تصريح للعلم التربوي، أكد الأستاذ إبراهيم اضرضار رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية و الإعلام والتوجيه بالأكاديمية أن هذا الملتقى عرف نجاحا متميزا نتيجة الحضور الوازن لقصاصين ذات الصيت وطنيا وعلى الخصوص عميد القصة القصيرة أحمد بوزفور وبحضور تلاميذي جيد دون أن أنسى التنظيم والإشراف وتنوع البرنامج والفضل والشكر للمشرفين على مثل هذه المبادرات التي تجعل التلميذ في صلب العملية التربوية، مضيفا أن الأستاذ الحاج محمد بلوش مدير الأكاديمية الجهوية لا يبخل جهدا، فهو يقدم كل الدعم المالي والمساندة المعنوية التشجيعية لكل الأنشطة التربوية الهادفة والتي تسمو بالعملية التعليمية وتجعل فلذات أكبادنا في قلب المنظومة التربوية، وفي تلاقح مستمر بينهم وأقرانهم بمختلف جهات المملكة، ومنذ الآن وبعد تقييم موضوعي للنسخة الأولى، فنحن مدعون للتفكير في برنامج النسخة الثانية وبلمسات فنية جديدة ومتطورة وبحضور شخصية أدبية مرموقة وتوسيع المشاركة الوطنية لأكبر عدد ممكن من الشباب القاص من كل الجهات يضيف الأخ إبراهيم اضرضار.