الاتحاد الاشتراكي
فوجئ مسؤولو ميناء طنجة المدينة، أول أمس الخميس، بالتدفق الهائل للمسافرين المغادرين لأرض الوطن في اتجاه إسبانيا. وقدرت مصادر موثوقة عدد المغادرين بأزيد من 15 ألف مسافر و ما يفوق 4000 سيارة، التدفق غير المتوقع للمسافرين أحدث استنفارا كبيرا بجميع المصالح المتواجدة بالميناء، الذي لم يعد مهيأ لهذا الاكتظاظ، خاصة أنه منذ افتتاح الميناء المتوسطي، أصبح ميناء طنجة المدينة يوفر فقط الرحلات الخاصة بالبواخر السريعة في اتجاه ميناء طريفة الإسباني. لكن بالمقابل كان هذا التدفق مثار فرح وابتهاج لأصحاب المحلات التجارية العاملة بالميناء حيث حققت رواجا كبيرا بعد الكساد الذي فرض عليها منذ سنتين.
أما عن أسباب هذا الإقبال غير المتوقع للمسافرين، أكدت ذات المصادر، أنه لوحظ في الأيام الأخيرة تزايد ملحوظ للمغادرين عبر ميناء طنجة المدينة وكذا ميناء سبتة المحتلة، ويعزى السبب في ذلك إلى المشاكل الكبرى التي أضحى يتخبط فيها ميناء طنجة المتوسطي، ولخصت مصادرنا أهم المشاكل في الإجراءات المتناقضة التي تتخذها الوكالة الخاصة لتدبير ميناء طنجة المتوسط ( TMSA )، إن على مستوى تنظيم عملية تدفق المسافرين داخل مرافق الميناء الذي عهد به إلى شركات الحراسة الخاصة عوض رجال الأمن، مما يتسبب في تزايد طوابير المنتظرين، من جهة أخرى يتم إرغام المسافرين على الصعود إلى البواخر عبر المرآب المخصص للسيارات بسبب عدم تشغيل مصاعد البواخر، في خرق خطير لشروط السلامة المتعارف عليها دوليا. يضاف إلى ذلك تخصيص رصيف واحد لجميع البواخر المتجهة إلى إسبانيا، إيطاليا وفرنسا مما يؤدي إلى إحداث فوضى عارمة بالميناء بسبب تجميع أعداد هائلة من المسافرين، كما أن الأعطاب المتكررة بالنظام المعلوماتي المفروض على شركات الملاحة من طرف ( TMSA ) يتسبب في عرقلة كبيرة لعمليات إركاب المسافرين، حيث أصبحت مشاهد مغادرة البواخر للميناء وهي فارغة أمرا مألوفا بسبب تعذر وصول المسافرين إلى الرصيف المخصص لكل باخرة في الوقت المناسب.
وعن قدرة ميناء طنجة المدينة على التعاطي مع هذا الكم الهائل من المسافرين، أكدت مصادرنا، أن التجربة التي اكتسبتها جميع المصالح العاملة بالميناء من شرطة وجمارك وأطر الوكالة الوطنية لاستغلال الموانئ، تساعدها على تجاوز هذه الوضعية عبر تعبئة جميع الإمكانيات المتوفرة، وأن ما يهم هو تمكين المسافرين من مغادرة الميناء في أحسن الظروف، وبالفعل فقد تمت العملية في سلاسة كبرى، كما أن الرحلات المكوكية التي قامت بها البواخر السريعة، التي تؤمن خطوط النقل البحري بالميناء، ساهمت في تسريع وتيرة الغادرة. لكن تشدد مصادرنا على ضرورة الانكباب باستعجال على حل المشاكل المتفاقمة بميناء طنجة المتوسطي، لأنه في حالة استمرار الوضع كما هو من شأنه أن يزيد من تدفق المسافرين بشكل يصبح من المستحيل على ميناء طنجة المدينة استيعابهم، وهو ما سيخدم بدرجة أولى ميناء سبتة وسيساهم في تأزيم الوضعية المالية لشركات الملاحة المغربية العاملة بالميناء المتوسطي.