أرغومنتي إي فاكتي
عدم البوح بالمشاكل والتطرق إليها وصفة ناجعة لعلاقة زوجية ناجحة. نصيحة قد تبدو غريبة وتتعارض بالكامل مع النصيحة التقليدية التي يقدمها الأخصائيون في علم الاجتماع وعلم النفس، إذ يشير هؤلاء على المتزوجين بالمصارحة وتناول المشاكل التي تواجههما في حياتهما المشتركة كي يتسنى لهما تجاوزها. حول الاستنتاج الجديد المتعلق بالحياة الزوجية قالت ساراة هولي من جامعة سان فرانسيسكو بضرورة تجنب الحديث عن المشاكل بين الزوجين لتفادي الأجواء المتوترة بينهما، خاصة إذا تعدى سن الزوجين الـ 60 عاما. شملت الدراسة 127 زوجا خضعوا للمراقبة في غضون 13 عاما، وذلك بعد تصنيفهم في مجموعتين، من 40 إلى 50 عاما ومن 60 إلى 70 عاما، فخلصت إلى أن المشاركين الأكبر سنا أكثر حرصا على تفادي المواضيع التي تثير الخلافات العائلية. يرجح المختصون أن ذلك يعود إلى أن الشريحة الأكبر سنا لا ترى قيما ذات أهمية في الجدل، مما يجعل هذه الشريحة تميل أكثر للحفاظ على الجو الإيجابي في العلاقات الزوجية. من جانبها ترى الباحثة لورا كارسنسن من جامعة ستانفورد أن السر يكمن في أن ذلك يعود إلى ظهور عملية الشيخوخة الطبيعية، مشيرة إلى السنوات الطويلة التي أمضاها الزوجان سوية، مما يوحد القلق والمخاوف وغيرها من العواطف بينهما، مما يؤدي بدوره إلى استبدال المشاعر الرقيقة المألوفة بأخرى تحمل شحنات سلبية أكثر. إلى ذلك ينصح المختصون بضرورة تلاقي الزوجين عند نقطة وسط،، بل بما هو أكثر من ذلك من خلال التقرب لمعرفة الأسباب والدوافع التي تكمن خلف سلوكياتهما ووجهات نظرهما.