أخبارنا المغربية ــ أ ف ب
بطلب من روسيا، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا السبت لبحث إمكانية إرساء "هدنات إنسانية" في اليمن حيث تمكن التحالف الذي تقوده السعودية من عرقلة تقدم المتمردين الحوثيين بينما سيطر تنظيم القاعدة على مدينة كبرى في الجنوب.
ويثير الوضع في اليمن قلق الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عبرت عن قلقها مرارا خصوصا مع ارتفاع عدد المدنيين القتلى في المعارك منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" في 26 آذار/مارس الماضي.
وقال المتحدث باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة اليكسي زايتسيف أن المباحثات ستتناول "إمكانية إرساء هدنات إنسانية في الغارات الجوية".
ويأتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة أخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول إقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين أسلحة. لكن روسيا التي تعارض هذه المبادرة اقترحت تعديل النص ليصبح حظرا يشمل كل البلد وعقوبات محدودة.
وتكثفت أعمال العنف في اليمن منذ أن شنت السعودية وحلفاؤها في 26 آذار/مارس حملة من الضربات الجوية تهدف إلى منع الحوثيين من الاستيلاء على السلطة ومنع إيران من توسيع نفوذها في المنطقة.
وصرحت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس الخميس أن حصيلة ضحايا المعارك في اليمن بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح.
وعبرت آموس عن "قلقها البالغ" على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد وطالبت مختلف أطراف النزاع ببذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين.
وقالت آموس أنه "يتعين على الذين يشاركون في معارك أن يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولا سيما في المناطق المأهولة، أو عدم استخدامها لغايات عسكرية".
وأضافت أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم وأن قسما من هؤلاء توجه إلى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالمخاطر.
من جهتها، أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 62 طفلا على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون في المعارك الدائرة في اليمن. وطالب بتأمين حماية للأطفال. وقالت أن "المعارك أصابت الخدمات الصحية الأكثر بدائية بأضرار كبيرة وكذلك النظام التعليمي".
وأشار إلى "انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية" كمشكلتين تطالان الأصغر سنا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، مذكرا بأن "جميع الأطراف المعنيين بالعمليات العسكرية في اليمن بواجباتهم التي تندرج ضمن القانون الإنساني الدولي لجهة حماية المدنيين"، وذلك وفق تصريحات للمتحدث باسمه في بيان.
وقد أسفرت الحملة العسكرية العربية التي بدأت قبل تسعة أيام في اليمن بقيادة السعودية عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى حيث تمكن تنظيم القاعدة الجمعة من فرض سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.
واستولى التنظيم على مقر المنطقة العسكرية الثانية في المكلا وفرض سيطرته على مجمل المدينة باستثناء المطار وبعض المراكز العسكرية، بحسب مصدر عسكري وسكان