أخبارنا المغربية
بقلم : آدم جابر (عن القدس العربي)
في افتتاحية تحت عنوان: “الجزائر على فوهة بركان”، سيثير لامحالة غضب السلطات الجزائرية، ويدفعها لاتهام مجلة “لوبوان” الفرنسية بالانحياز للمغرب، قالت المجلة الفرنسية “إن إفلاس النظام العسكري –السياسي في الجزائر يدفعه إلى البحث عن خلاف مع جاره المغربي. فالنظام المتهالك في الجزائر يجد نفسه مجبرا على توحيد صفوف شعبه، ولا شيء يسهل عليه المهمة أكثر من افتعال عدو يلعب دور كبش الفداء. في هذا الإطار رسم النظام الجزائري لنفسه ثلاثة أعداء: المغرب وفرنسا وإسرائيل. لكن تمادي الجزائر في إظهار عدوانيتها جعلها تقف على منحدر محفوف بالمخاطر، لدرجة أن الحرب مع الرباط باتت اليوم فرضية واردة ولا يمكن استبعادها”.
وأضافت المجلة بالقول إن اليوم تلاشت آمال التحرر التي برزت في عام 2019 في أعقاب استقالة الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، مدفوعا من قبل حراك وضع حدا لعشرين عاما من حكم نظام بوتفليقة. إذ لجأ النظام إلى سجن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان لقمع حركة الاحتجاج الشعبي أو ما يعرف بالحراك الشعبي. ومن صور الطلاق بين الشعب وقادته هي نسبة العزوف الكبيرة التي شهدهاالاستفتاء على الدستور قبل عام بمشاركة أقل من ربع الناخبين.
من جهة أخرى، أدت الأزمة الصحية المتعلقة بجائحة كورونا إلى إضعاف الاقتصاد الجزائري بشكل كبير، وتقلص النشاط الاقتصادي بنسبة 5% العام الماضي. كما أن العجز في الميزانية العمومية آخذ في الاتساع، والتضخم آخذ في الازدياد، والبطالة تمس واحدا من كل أربعة شبان، كما أن الاعتماد المطلق على النفط والغاز اللذان يوفران أكثر من 90% من الصادرات، تشير “لوبوان”.
كل ذلك يجعل من الضروري إعادة توجيه الاقتصاد بشكل جذري، وهو ما يعجز عن تحقيقه النظام الحاكم في الجزائر. أمام هذا الوضع لم يجد الشباب الجزائري سوى البحث عن مستقبل أفضل في الضفة الأخرى من المتوسط، ما لا يقل عن 10 آلاف جزائري وصولوا إلى إسبانيا بشكل غير قانوني منذ بداية العام، على متن قوارب الموت التي تستأجرها شبكات المافيا.
وتقول المجلة الفرنسية إنه في ظل هذا الوضع الكارثي المعقد، الذي تتداخل فيه الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تسعى السلطات الجزائرية إلى إنقاذ موقفها والبحث عن خلاصها من خلال افتعال أزمات خارجية. ففي البداية دخلت الجزائر في مأزق مع باريس على خلفية قضية الذاكرة، ثم قامت بعدها بقطع العلاقات مع المغرب، بعد أن كانت متردية إلى حد بعيد. وتم تجسيد القطيعة مع الرباط بإغلاق خط أنابيب الغاز الذي كان يزود المملكة المغربية وبعدها إسبانيا بالغاز. وزاد التوتر بين الشقيقين العدوين في المنطقة المغاربية من خلال اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل.
من هنا شعرت الجزائر، التي تدعم الانفصاليين الصحراويين في جبهة البوليساريو، بهجوم مزدوج. منذ ذلك الحين، تضاعفت الحوادث ، وبلغت ذروتها في الأول من نوفمبر بمقتل ثلاثة جزائريين بنيران مغربية حسب ما يدعونه. وتوعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن اغتيالهم لن يمر دون عقاب.
ومضت “لوبوان” إلى القول إن لدى فرنسا وأوروبا مصلحة أساسية في استقرار المغرب والجزائر، لاسيما ما يتعلق بملف تدفقات الهجرة غير الشرعية.
فعلى الرغم من عداوتهما، فإن البلدين المغاربيين يتقاسمان نفس اللغة والدين، وتاريخهما العربي البربري متقارب. وهما قبل كل شيء، يواجهان تحديات مماثلة. أبرزها نمو ديموغرافي قوي، وتحولات الإسلام السياسي، والركود الاقتصادي الذي يزداد سوءا بسبب اتساع حجم القطاع غير الرسمي.
كل ذلك يظهر ضرورة التقارب بين البلدين، مما يسمح بتشجيع التجارة البينية التي تؤدي إلى بعث النمو الاقتصادي من جديد وإعادة الأمل لشبابهم.
فلا يملك أي من البلدين مصلحة في خوض الحرب، ففي السادس من نوفمبر دعا ملك المغرب إلى “تسوية سلمية لهذا الصراع الإقليمي المصطنع”. ويبدو أنه من المأساوي أن ترفض الجزائر الانخراط في وقف التصعيد من أجل تعزيز نظام فاقد للمصداقية، تقول “لوبوان”.
ومن شأن هذا المقال، الذي هو افتتاحية وليس مقال رأي، أي أنه يعبر عن رأي المجلة وليس كاتبه، أن يثير غضب السلطات الجزائرية، واتهامات منها للمجلة الفرنسية بالانحياز للمغرب. واللافت أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد خص المجلة اليمينية في يونيو الماضي بحوار خاص بأسئلة اعتبرها معلقون مداهنة، مما أثار الكثير من الجدل ، واتهامات لمحاوريه الجزائريين وهما كاتب مقال بالمجلة، كمال داود و مراسلها في الجزائر عدلان مدي بطرح أسئلة مداهنة، خاصة فيما تعلق بسجن الصحافيين، وبالأخص كلام الرئيس تبون عن الصحافي خالد درارني.
يوسف
رأي
سلام المغرب الكبير....100 مليون نسمة.... ....... ....... ...... .....