الوزير برادة: الوزارة وسعت العرض المدرسي الجماعاتي وسيتم احداث مدارس جديدة

المعارض الجزائري أنور مالك يكشف بالرباط أدلة تورط الجزائر والبوليساريو في جرائم ضد المحتجزين بتندوف

برادة: مدارس الريادة حققت نتائج مهمة جدا وبشهادة الجميع

الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

إجراء إداري(الأمني) يجهض أحلام آلاف المغاربة الفائزين في قرعة أمريكا

إجراء إداري(الأمني) يجهض أحلام آلاف المغاربة الفائزين في قرعة أمريكا

أخبارنا المغربية

بقلم : أوعقى حميد*

نعرف جميعا تأشيرة هجرة التنوع المشهورة ب قرعة الهجرة لأمريكا التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية سنويا بهدف تنويع السكان المهاجرين، والتي تستهدف الدول ذات معدل هجرة منخفض للولايات المتحدة التي انطلقت سنة 1995، والتي يحصل بموجبها الفائزون على رخصة الإقامة الدائمة والمعروفة باسم البطاقة الخضراء(غرين كارد).

لكن، منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بات يلوح بإلغاء هذه التأشيرة، التي يعتبرها حمل ثقيل على بلاده لأنها لا تعتمد على شروط الجدارة والكفاءة للمترشحين، وعزز كلامه في كثير من المناسبات، خصوصا عندما قام أحد الفائزين بهذه التأشيرة بعملية دهس في مدينة نيويورك في 31 من أكتوبر 2017.

قدم ترامب مقترحات بشأن نظام الهجرة للكونغرس العام الماضي الذي يعتبر فيهم مؤشر الاستحقاق والجدارة والمؤهلات عاملا أساسيا للتقدم، واقترح كذلك تحويل النظام العشوائي للقرعة إلى نظام قائم على النقاط وهو ما تم رفضه، وكان هذا التدافع السياسي الذي جاء في وقت هبوط شعبية الرئيس ترامب سببا في تعطيل وتأخير معالجة ملفات الكثير من الفائزين لسنة 2018 (DS 5535) وهو الأمر الذي سيصبح فيما بعد مقصودا.

حقيقة، تم رفض مقترحات ترامب المعلن عنها، لكن في الخفاء تم القبول بالكثير من المقترحات التي كانت وبالا على الكثير من المترشحين، وأبرزها ما تمت تسميته بالإجراء الإداري (ذو طابع أمني)الذي يعطى استثناءً لبعض المرشحين، هذا الإجراء وهو عبارة عن استمارة يجب ملأها تتضمن معلومات شخصية للمترشح، ومعلومات عن أفراد العائلة من قبيل الحالة العائلية والعمل، وكذا الإفصاح عن جميع الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من المعلومات الحساسة.

هذا الإجراء الإداري هو استهدافي لبعض المناطق والمدن التابعة للدول التي فاز مرشحيها في القرعة العشوائية مبدئيا، على سبيل المثال في المغرب تم استهداف المرشحين الذين يقطنون أو مواليد أو سبق لهم العيش في مدن فاس وتازة ووجدة وبركان وطنجة وتطوان وتاونات والناظور وتاهلة العرائش والقصر الكبير وجرادة ...، هؤلاء بعد اجتيازهم للفحص الطبي والمقابلة يطالهم الإجراء الإداري لأزيد من خمسة أشهر، في حين مرشحي باقي المدن فور اجتيازهم للفحص والمقابلة يمكنهم تسلم التأشيرة بعد أسبوع، وهذا التسلسل يسري على جميع البلدان المؤهلة للقرعة الأمريكية.

هذا التصنيف الذي تم اعتماده لأول مرة في نظام القرعة العشوائية حطم آمال الكثير من الشباب التواق للانعتاق من جحيم الفقر والحرمان، والهرب من الظلم الاجتماعي الذي يعيشونه في بلدانهم، هذا الحلم الذي أصبح كابوسا أواخر شهر شتنبر، أي نهاية معالجة ملفات فوج 2018، وبداية معالجة ملفات مرشحي 2019 لنيل غرين كارد أو البطاقة الخضراء.

للأسف شباب علقوا آمال كثيرة على هذه الفرصة للهرب صوب بلد العم سام، جنة الدنيا التي يتمناها ملايين البشر حول العالم، وأعتقد شخصيا أن هذا الإجراء مقصود لإبعاد الكثير من الراغبين في الهجرة نحو أمريكا لما فيه من مصاريف مبدئية تزيد عن ألف دولار للشخص الواحد، ناهيك عن ثمن تذكرة السفر زائد المبلغ المسموح إخراجه من العملة الصعبة في كل بلد، وهي نفقات مرهقة جدا للكثير من الشباب، وفي الأخير يتوصلون باعتذار من القنصليات المعتمدة في كل بلد بأن الآجال منتهية وليس بيدهم حيلة، مما يوحي للمتقدمين مستقبلا أن التأهل ليس نهائيا ويجعلهم يفكرون ألف مرة قبل صرف دولار واحد.

سياسة ترامب المعادية للمهاجرين من البلدان الفقيرة منذ توليه الرئاسة بدأت تؤتي أكلها، وانتقاما من الديمقراطيين الذين دافعوا عن هذا النظام الذي انطلق في عهد الرئيس بيل كلينتون، عموما تنطلق قرعة الهجرة العشوائية الأمريكية في الثالث من هذا الشهر، وسيستمر حلم الملايين في الالتحاق ببلد العم سام رغم كل العوائق، لكن وجب التذكير أنه ابتداء من هذه السنة فإن اختيارك في القرعة العشوائية ليس نهائيا مادمت لم تحصل على التأشيرة النهائية التي تخول لك ولوج الديار الأمريكية بكل سهولة.

ويبقى السؤال المطروح، هل سيتم تعويض المجهضة أحلامهم في مصاريفهم التي ذهبت أغلبها لوزارة الخارجية الأمريكية الفقيرة؟

 

*باحث في علم البيانات والعلاقات الدولية.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات