بقلم: الحسين ساشا
خلال شهر مارس من سنة 2004، حل بمدينة الدار البيضاء ثالوث التنظيف، والذي يتكون من ثلاث شركات - شركة تيكميد، وشركة سيطا، وشركة سيجيديما، وذلك من أجل جمع الأزبال التي فشلت الجماعات المحلية في احتوائها. وحينها أوهمت هذه الشركات ساكنة البيضاء بتحركات إشهارية وحركات مخادعة، حيث أقدمت على توحيد الزي الرسمي لعمال التنظيف وإغراق أزقة وشوارع المدينة بحاويات أزبال ضخمة، الشيء الذي لفت أنظار ساكنة البيضاء ما جعلها تعيش على أحلام الفرح لمدينة نظيفة تليق باسمـها...
لكن سرعان ما استفاق السكان من هذا الحلم الذي لم يكتمل بعد، فكان هدف ظهور هذه الشركات بمدينتهم هو من أجل تنظيف جيوبهم من الأموال وليس من أجل تنظيف مدينتهم من الأزبال، كما كانوا يحلمون. وها قد مر ما يزيد عن سبع سنوات ولم ينجح هذا الثالوث في مهمة تنظيف القمامات التي حل ببلدنا من أجلها، أو بعبارة أوضح لم يهتم بتزويد عدد المستخدمين،، ولا بتوسيع أو تطوير أسطول التنظيف بالمعدات الجديدة.. فالشاحنات التي كانت خلال عهد الجماعات مازالت هي، هي، و وثيرة التشغيل ما زالت على عهدها السابـق.
فكل ما في الأمر هو أن هذا الثالوث قام بإغراق الأزقة بالحاويات الضخمة، بهدف امتصاص وإخفاء القمامات عن أنظار المارة بعدما كانت مبعثرة فوق الأرصفة، عندما كانت الجماعات المحلية تتولى هذه الخدمة. وبهذا يتهيأ للبعض أن هناك تحسناً في خدمات التنظيف، غير أن ذلك ليس إلا مجرد خداع للأبصار بواسطة إخفاء الأزبال عن الأنظار داخل الحاويات الضخمة.. بينما أن الحالة ما زالت قائمة كما في السابق غير أنها بطريقة متستـرة..
هذا وبالرغم من ضخامة هذه الحاويات المصطفة في الشوارع والأزقة، إلا أننا نراها هي الأخرى وصلت قمة التخمة، فبدأت تطفح وتفيض ولم تعد تستوعب المحتوى المتزايد مع تعثر الخدمات كما في هذا النموذج الذي التقطناه من بعض أزقة الدار البيضاء. وبسبب افتقار جهاز التنظيف لشاحنات جمع القمامات، لم يعد الطاقم يستوعب الكم الهائل من كثبان الأزبال التي تنمو وتتزايد مع تزايد الكثافة السكانية بالمدينـة.
لذلك يرجى من الحكومة الجديدة إعادة النظر في هذه الاتفاقيات أو هذه الصفقات إن صح التعبير التي لا تخدم سوى الأطراف المدبرة أو الموقعة علها، وفي نهاية الأمر يكون المواطن هو الضحية بدفع الفاتورة، لأن الأموال التي تحصدها هذه الشركات كافية لحل مشاكل الأزبال بجميع المدن المغربية وليس بمدينة الدار البيضاء بمفردها، وأرى أن شبابنا العاطل عن العمل أولى بالاستنفاع بهذه الأموال التي تحصدها هذه الشركات مقابل خدمات ليست في المستوى المطلوب.. وكما يقال ما حك جلدك مثل ظفـرك.
وبهذا سأقترح فكرة قد تحل مشاكل النفايات التي تؤرق نوم السكان. هذا إن أخذت ووضعت لها آليات فاعلة وفعالة لإنجاحها.. ألا وهي وضع خدمة جمع النفايات أمام كل الراغبين من العامة. وذلك على نهج ما هو معمول به مع الشركات المتبنية لهذه الخدمات؛ أي الأداء عن الكمية التي تم جمعها وتسليمها إلى المستودعات المكلفة، لنقلها لمحطة المعالجة. وطبعا ستوضع آليات التسليم وطرق الأداء فيما تحدده الإجراءات والدراسات التي ستتخذ في هذا الشأن. وحينها ستجد كل من يتوفر على عربة مجرورة أو غيرها، على أتم الاستعداد لهذه الخدمة دون كـلل ولا مـلل..
وأراهن على أنه ستحدث حينها منافسات وتسابقات على المنازل، لجمع أكبر كمية ممكنة من النفايات لكسب أكبر. وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد – حل مشكل النفايات ثم تشغيل الطبقة المحتاجة في نفس الوقت. هذا دون الاعتماد عن الشركات الأجنبية لتدبير شؤوننا التي فشلنا في تدبيرها. لأن هدفها الأساسي بالطبع هو جمع الأموال وليس جمع الأزبـــال.
عبدو
مشكور اخي حل مضمون 100/100 اتمني من السؤولين عن هذا البلدان يعملوا بهذه النصيحة