وقفة تضامنية مع فلسطين تشيد بمغاربة هولندا..وأبوزيد يثني على موقف زياش

اليوتيوبر الشهير خالد الطلبة.. تصدمت وشداتني التبوريشة من لي شفت رواق المغرب في معرض الشارقة للكتاب

من الشارقة.. العمراني والأشعري يمتعان زوار معرض الكتاب بأمسية شعرية مغربية لاقت استحسان الجميع

ملعب العربي الزاولي يكتسي حلة جديدة قبل انطلاق دوري أبطال إفريقيا للسيدات

وسط تحفيزات الجماهير...لاعبو الرجاء يتوجهون عبر البراق إلى مدينة تطوان

خطاط مغربي كرمه الملك يبهر زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب

منع الدكاترة من الجامعة

منع الدكاترة من الجامعة

بن لحمام بوجمعة

 

فلتكن المرة المائة ، أو الألف ، أو حتى المليون . ولو نملك فلجعلنا الصراخ يرتفع ويشتد حتى يصك الآذان ، وينفذ إلى ما وراء هذه الحصون والأسوار العالية والصماء للوزارتين بالعاصمة ، الغارقتين في الصمت والتجاهل والمؤامرة . ولن يضير أن كبرياء الدكاترة ، التي صنعها الحرف ، تتمرغ في وحل الإهانة من أبواب تطرقها لمسؤولين أوصدوا ضمائرهم وقلوبهم ، قبل أن يوصدوا الأبواب.

وهل  تغلب هذه الفئة على أمرها فتسكت عن كل حق ؟  فإلى متى ؟ وأي نفع في من قهر على حقه فاستسلم ؟ لكن ، وإلى ما يقع الآن من المنع من مباريات الجامعة ، فإن أي سكوت وانصياع لم يعد مقبولا . وعلى المسؤولين ، ورئيس الحكومة خاصة ،  أن يفكروا مليا في أن ما يقدمون عليه ، أو يسمحون به ، هو جريمة لا تغتفر ، وظلم عظيم لدكاترة القطاع المدرسي - ولأي دكاترة آخرين من القطاعات الأخرى إذا تعرضوا لمثل هذا القرار التسلطي الجائر.

وللعلم ، ولتوضيح ما يحدث ، للرأي العام ولنقابات التعليم وكل الهيئات الحقوقية ، فإننا نؤكد أن دكاترة التعليم المدرسي يتعرضون الآن لأسوإ انتهاك يمكن تخيله لحقوقهم ؛ إذ تمنع عنهم النيابات والأكاديميات  تراخيص اجتياز مباريات الدخول إلى الجامعة ، بدعوى الخصاص في أطر التدريس . لكن هل يعقل أن  يتحمل الدكاترة تبعات مشكل تقع مسؤولية حله ، قانونيا ، على الوزارة وعلى هيئاتها المكلفة ؟ بل دعوني أؤكد على حقيقة معروفة للجميع ، في النيابات والثانويات ، وهي وجود عدد كبير من الأساتذة الفائضين ، يمكن أن يحل به المشكل . ثم هل فعلا تعجز الوزارة عن سد الخصاص بأساتذة جدد ، إذا كان ذلك حقيقيا ؟  كذلك أيهما أولى بسرعة الحل خصاص الثانوية ام خصاص الجامعة ، التي تنهار الآن بالعرضيين من حملة الماستر، ومن طلبة السنة الثانية دكتوراه ، ومن غيرهم ممن هب ودب ، حتى صنفت جامعاتنا صمن الأسوإ والأفشل من جامعات العالم ؟ هذا  ومع الثاني يصان حق هذه الفئة من المساس . إن القرار ينطوي على ظلم وجنون وعبثية لم تكن مسبوقة ، وعلى استخفاف بحق إنساني أساسي في الطموح والحلم بما هو أفضل. وهذا أمر جد خطير في الفكر الحقوقي،  وسابقة في تاريخه. والواقع أنه ليس هناك ما يفسرذلك  سوى أن المسؤولين ، في الحكومة ، يستهينون بالمواطنين ، دون حسيب ولا رقيب  من قانون منصف  أو سلطة زاجرة.

وحتى يدرك هذا القرار على حقيقته ضمن المسار النضالي للدكاترة بخصوص ملفهم المطلبي ، فمن الهام أن يتم استحضار سياق القضية في عمومها. لقد كان أول طرح لقضية الدكاترة على عهد وزارة المالكي بإعلان مطلب تغيير الإطار. وقد أقر الوزير بمشروعية وقانونية المطلب ، ووعد بحل الملف ، لكنه لم يفعل. واستمر المطلب مع الحكومات والوزراء الذين توالوا ، واستمر معه نضال الدكاترة الذي اتخذ كل الأشكال الممكنة ، حتى كانت المحطة النضالية الشهيرة باعتصام الستين يوما على عهد وزارة الوفا ، في حكومة العدالة الأولى . وعرفت المرحلة مباراتين  صوريتين توافقيتين كان القرار الرسمي أن يجري تغيير الإطار، من خلالهما ، لكل الدكاترة ، وإلحاقهم بمراكز التكوين وبالجامعات. لكن حدث أن هاتين المباراتين عرفتا حالات فاضحة من التزوير ، ومن تمرير المناصب ، عبرهما ، إلى جهات أخرى (في مراكز التكوين والأكاديميات والنيابات) ، لا حق لها في ذلك ، حتى افتضح الأمر، وفاحت رائحته النتنة في الإعلام ، وعبر ردهات المحاكم والقضاء. ولقد كان غريبا وعبثيا أن الحكومة اكتفت بمن كان تغير إطارهم من الدكاترة (حوالي 600) ، وأهملت الآخرين دون أن تغير إطارهم ، وليس بين الفئتين من فرق على الإطلاق. بعد ذلك تبنت الحكومة نهجا متعنتا في مواجهة مطالب الدكاترة ، فرفضت لأسباب واهية مقترح قانون قدم للبرلمان بإنشاء هيئة خاصة بدكاترة الوظيفة العمومية ، كان محل اتفاق بين الموالاة  والمعارضة على السواء ، كما كان أمل الدكاترة في حل ملفهم. 

من جهة أخرى دلت معطيات محددة أن هذه الحكومة ربما أدركت أن المباراة هي أقوى سلاح ترفعه في وجه الدكاترة ، وهو ما جعلها تتجاهل كل نضالاتهم وحوارات النقابات الأكثر تمثيلية بخصوص هذا الملف. وعلى الرغم مما يشوب هذه المباريات من تزوير ، فإن الدكاترة لم يجدوا مناصا من خوضها على ما يبلون في ذلك من الخيبة والألم والشك. والواقع أن هؤلاء إنما يضطرون لخوضها لأنهم لا يجدون عنها بديلا ، بعد أن قمعت هذه الحكومة نضالاتهم ، حول المطالب الأخرى، بالاقتطاع وبالتهديد بالفصل من المنصب ، وغير ذلك. إن أي حكومة ، من الحكومات التي سبقت ، لم تكن ، في الواقع ، بمثل قسوة وشدة هذه الحكومة في مواجهتها للدكاترة ، وفي تجاهلها لمطالبهم المشروعة والقانونية.

وهي الآن لا تكتفي بما فعلته ، بل تنقلب على ماكانت تعتبره قانونا لاتتنازل عنه بحال ،  فتحرم دكاترة التعليم المدرسي من الطموح المشروع في أن ينتقلوا من ثانوياتهم وإعدادياتهم ، بل ومدارسهم !!  ويلتحقوا بالجامعة عبر المباراة كذلك ؛ إذ تمنع عنهم تراخيص اجتياز المباريات.  والغريب أنها تفعل ذلك في نيابات وأكاديميات وتعفو عن أخرى !!  مثلما يقع الآن مع نيابات في أكاديمية البيضاء ، التي يخوض دكاترتها ، منذ الأسبوع الماضي ، وقفات واحتجاجات أمام باب الأكاديمية الداخلي ، مع التهديد بخطوات نضالية أكثر تصعيدية ، كما أشار إلى ذلك بيان الوقفة التي خاضها هؤلاء تحت الغطاء النقابي للهيئة الوطنية للدكاترة العاملين بوزارة التربية بجهة البيضاء الكبرى ، التابعة للجامعة الوطنية للتعليم (ج و ت) ، يوم الجمعة ، 20 نونبر2015. هكذا إذن – وليلاحظ القارئ الكريم - فإن الدكاترة يجهز لهم على كل قناة توصلهم للجامعة ، ليبقوا في مؤسسات تهدر معها طاقاتهم وإمكانياتهم التي يمكن أن يستفيد منها البلد .   هذا ، وإنالمباراة كانت هي محل الخلاف بين الدكاترة ، ومن يدافع عنهم من النقابات وفرق البرلمان من جهة  ، وبين الحكومات التي كانت تفرضها كشرط لاتنازل عنه للدخول إلى الجامعة ، وهي الآن تمنعها بعد أن قبل بها هؤلاء ، على سوئها وعدم قانونيتها في حالتهم .

إن خير قرار ، مطلقا ، في ملف الدكاترة ، أن تجرى الاستفادة  منهم – وهم جميعا بمناصبهم المالية ، ومعظمهم خارج الإطار – بنقلهم للتدريس بالجامعة ، عبر إجراء الإلحاق الإداري ، بدل استنزاف ميزانية التعليم العالي بالعرضيين وبطلبة الدكتوراه !! وغير ذلك من الحلول غير المناسبة ، لاشكالية الجودة ، و لحالة الخصاص المهولة التي تعرفها جامعاتنا. إن هذا الحل قد لجأت إليه كثير من الدول العربية  مثلما فعلت سوريا مثلا ، رغم حالة الحرب ، حيث صدر قرار رئاسي ، مؤخرا، بتنقيل جميع الدكاترة العاملين بالتعليم الثانوي والابتدائي للتدريس بالجامعات المختلفة بالبلد . أما منع التراخيص فليس أكثر من قرار غير مجد في المقصد الذي اتخذ له ، وهو قد أدى إلى حالة من الخيبة الشديدة في صفوف الدكاترة ، وإلى شعور قاتل باليأس ، وبأنه لا أمل في عدل وإنصاف يمكن انتظارهما . 

لقد جرت الوقفة الأخيرة تحت شمس خريفية رائقة , ينساب ذوبها خيوطا فضية تألقت بها ساحة أكاديمية البيضاء بورودها وأشجارها وفضائها الشاسع .. لكن هل انتبه أحد من الدكاترة ، أومن الادارة ، التي كان مكتب المديرة بها ينفتح بين الفينة والأخرى ، ليطل منه أحد على جمع الدكاترة المحتجين .. أقول .. هل انتبه أحد إلى هذا الجمال القريب ..؟

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات