سلطات شفشاون تعطي الانطلاقة الرسمية لوحدة فندقية جديدة

تحويل شقق وسط حي شعبي بطنجة إلى أوكار للدعارة يخرج الساكنة للاحتجاج

من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

شحتان: بطاقة الملاعب ستحد من المتطفلين على الميدان ويوسف مجاهد: مبادرة جيدة من أجل الرقي بالمهنة

جمعية الثقافة الإسلامية ومؤسستها بتطوان يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء المضفرة

شوكي للمعارضة: خطابكم مضلل وقانون المالية واقعي ومجدد في تفعيل ‏السياسات

هل أتاكم حديث " أمينة " حزب العدالة و التنمية ؟!

هل أتاكم حديث " أمينة " حزب العدالة و التنمية ؟!

عبد المجيد مومر الزيراوي

 

 

أَطلَّت علينا  أيقونة " الإسلام السياسي " أمينة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية بتعليق شعبوي ذميم على انتخاب الرفيق حكيم بنشماش لمنصب الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة قائلة "  كنا نظن أن تحولات المجتمع والسياسة ستدفع لإجراء المراجعات اللازمة ، غير أن البعض لازال يصر على التشبث بلغة الإقصاء والاستئصال وهو يردد شعارات الديمقراطية متجاهلا ما ينتظره المجتمع من التزام ومصداقية وعمل جاد".

و الغريب في تدوينة هذه الفاتنة ذات العقيدة " التوحيدية الإصلاحية " ،  أنها تستغل " جمال " صورتها  و ابتسامتها الساحرة بهدف الغواية السياسية و قلب الحقائق الواقعية .

و لنبدأ بالإجابة عن سؤال الغواية السياسية ؟

إن الحسناء الفصيحة كلما اشتد الخناق على حزب العدالة و التنمية ، نجدها تتقن عملية التلاعب بلسانها الحُلو الفتان ، فتدخله تارة و تخرجه تارة أخرى !

فهي تُخرجه لِرَمْيِ الناس بباطل الاستئصال ؛ و كأنها – و أعضاء حزبها – معتقلون في غياهب السجون و الأقبية تحت الأرض ، و كأن جميلات جماعة "الإسلام السياسي" بالمغرب  يتعرضن لنفس السادية و المازوشية التي ترويها مشاهد البورنو داخل مكتب أبو الصفرين بمؤسسة أخطار اليوم .

في حين أن المغربيات و المغاربة يعلمون - علم اليقين -  بأن جماعة التوحيد و الإصلاح و ذراعها السياسي حزب العدالة و التنمية يترأسون الحكومة المغربية و يستفيدون من غنائم الاستوزار.  بل .. نجد أن أبناء الصحوة المزعومة يثمنون السياسات الحكومية اللا شعبية التي تستهدف القوت اليومي للمغربيات و المغاربة ، و هم يتلذذون بنعيم التعويضات و المعاشات و الامتيازات من ميزانية الدولة المغربية .

و لأن أختنا في الوطن و المواطنة جَاهِلَة بالمعنى السياسي لمصطلح   مُحاصرة  - بما يحمله من مرادفات التنافس و التوازن - ، فإنها تطالب الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة  بالكشف عن المقصود بمحاصرة "الاسلام السياسي" لأنه يُذَكر حسناء العدالة و التنمية  بخطاب تكرر مع هذا الحزب منذ نشأته.

إن لفظ المحاصرة يا أيتها الفاتِنة المُؤَدْلِجَة للإسلام يعني - بكل بساطة- أنه من الواجب الوطني على  حزب العدالة و التنمية  الذراع السياسي لحركة التوحيد و الإصلاح  الإعلان عن صريح البراء من عقد الولاء لبيعة ميثاق جماعة " التوحيد و الإصلاح " الدينية و أهدافها المُعلن عنها في ميثاق الجماعة ، حيث يعتبر الميثاق أن أجمع أهداف حركة التوحيد هو " إقامة الدين " ، وعنه تتفرع سائر الأهداف المُخطط لها ضمن بوتوكولات الجماعة ؛ من إقامة الدين على مستوى الفرد ، والأسرة والمجتمع والدولة والأمة ؟!

و هنا نعيد طرح السؤال الجوهري : هل الدولة المغربية كافرة حتى ترفع جماعة حزبكم الدعوي مطلب إقامة الدين ؟!

إن إعادة طرح هذا السؤال تسمو فوق ضغائن الرد الانتقامي الحاقد و تتجاوز سلوك المراوغة السياسوية التي سرعان ما تتلاشى و تتفتت. و بالتالي فالحديث عن محاصرة  خرافة  أحزاب " الإسلام السياسي " يعني النأي بدين الله الحنيف عن الأدلجة الحزبية الضيقة و الصراعات الانتخابية ،  لأن تدبير الشأن العام   الدنيوي يتطلب من الفاعل الحزبي تبني مبدأ الوضوح و منطق النسبية  ، مع اعتماد العقلانية السياسية قصد استكمال بناء مؤسسات الدولة المغربية الديمقراطية المُوَحَدَّة ؛ استكمال بناء " دولة الإنسان "و ليس دولة خلافة كهنوتية على منهاج جماعة التوحيد و الاصلاح .

استكمال بناء دولة المواطنة القائمة على أحكام الدستور المغربي و التي تشكل الإطار القانوني السليم لجماعة " مجتمع التنوع البشري" و العدالة الثقافية بين المواطنات و المواطنين.

إننا يا أختاه في الوطن و المواطنة لا نريد استئصالا و لا اجتثاتا ؛ بل نحن نختار الوطن و ننحاز إلى صف الديمقراطية و القانون أولا و أخيرا . فلا تجعلوا المجتمع المغربي ضيقا بأدلجة " إسلامية الدولة " لتميل عن سعة الشرع المحمدي و غاياته الإنسانية في تحقيق الكرامة ، الحرية و العدالة الاجتماعية. و لا تأخذكم العزة بشبهة الإلتفاف على الدستور، والتدليس بدين الله الإسلام الذي حَرَّر الإنسان من رِقبة أخيه الإنسان ، وجعل الحكمة ضالة المؤمن هي له أنى وجدها .

 

 

الديمقراطية أولا و أخيرا 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات