ماجد العطي
لم يكن الشعب الفلسطيني يدرك جيدا مدى خطورة المخططات الصهيونية تجاه فلسطين , فاليهود الذين لم يتجاوز عددهم بالنسبة للشعب الفلسطيني أقل من ربع سكان فلسطين على الرغم من سيل الهجرة اليهودية التي عملت سلطات الانتداب البريطاني على تسهيلها ورغم انهم لم يكونوا يملكون من ارض فلسطين الا حوالي 6% من مجموع ا لمساحة على الرغم من اجراءات سلطات الانتداب لمساعدة الحركة الصهيونية لامتلاك اراضي من فلسطين الا ان سلطات الانتداب البريطاني قد سمحت لليهود بتشكيل وحدات مسلحة تحت حجة حماية المستعمرات اليهودية هذا عدا عن تغاضي سلطات الانتداب عن تسليح وتشكيل تنظيمات سرية مسلحة للعصابات الصهيونية مثل منظمة شتيرن وعصابة الارغون والتي كانت جميعها في اتم الاستعداد عند صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود هذا القرار الذي أعطى لليهود القسم الأكبر من ارض فلسطين واغلبها منطقة الساحل الفلسطيني وجعلتها من نصيب الدولة اليهودية.
وبدأت العصابات اليهودية بمهاجمة القرى والمدن الفلسطينية وقامت بارتكاب العديد من المجازر بقصد ارهاب الفلسطينين ودفعهم للهروب من القتل .
في حينها انتفض الشعب الفاسطيني في جميع المدن ضد هذا القرار الظالم . ولم يكن يملك سلاحا ليرد العدوان الصهيوني ولم تقم الدول العربية بتقديم السلاح والدعم للشعب الفلسطيني لحماية مدنه وقراه وحماية نفسه من المجازر التي تقوم بها العصابات الصهيونية . ولذا بدأ سكان المدن والقرى بالهرب وترك بيوتهم وارضهم لهذا العدو . وكان لديه وهم بأن الجيوش العربية ستسترجع هذه المدن والقرى وبطرد العدو الصهيوني منها . وهناك بعض أهالي القرى الذين تركوا بلداتهم ولجأوا الى قرى اخرى . وبقوا فيها بعد احتلالها , ولكن لم يعد أحد الى قريته وبيته وأرضه . ويتجلى هذا المشهد في منطقة الجليل استمر الاحتلال الاسرائيلي في الاستيلاء على اراضي ا لقرى حتى التي يعيش سكانها فيها ولذلك انتفض ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948 وتم تكريس يوم 30 من أذار يوما للارض
ومن هنا انتفض ابناء شعب فلسطين الذين يعيشون في قراهم تحت الاحتلال ومع كل محاولات اسرائيل لدمجهم في مجتمع مصنوع كيان زائل لم تنجح اسرائيل في كل برامجها ومخططاتها لدمجهم في كيانها وانتقلت في تفكيرها الى طردهم وسحب هويتهم ولذلك تعمل الصهيونية على زيادة المستوطنات في الضفة الغربية املين ان يجدو من يوافق على مخططاتهم الاستعمارية بالموافقة على استبدالهم في مستوطنات اقيمت على اراضي فلسطين التي احتلت عام 1967 . لكن ابناء شعبنا المرابط الصامد ومع قلع هذه الانظمة العربية الفاسدة التي تامرت على شعب فلسطين لسنوات طويلة بدا يطل علينا فجر جديد يبشر في الخلاص من هذا المستعمر ويرى البروفيسور الدكتور فلاديمير أورتاكوفسكي أن يوم الأرض هذا العام يأتي مختلفا عن السنوات السابقة كون أن الخارطة السياسية العربية آخذة في التحول الى صورة مختلفة تماما عما كانت عليه.وبالتالي فان علينا القيام بقراءة جديدة للوضع,لقد قلت في السابق ان الانتفاضة الفلسطينية هي فصل جديد في الصراع العربي-الاسرائيلي والآن أقول (ألثورات الشعبية العربية فصل جديد آخر في الصراع العربي- الاسرائيلي) ومن جهتها أكدت الصحافية المقدونية المعروفة نيفينكا ميتريفسكا مسؤولة الشؤون الشرق الأوسطية في صحيفة نوفا مقدونيا ان الكاميرا ألتي شهدت على جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين عليها أن تشهد على أن الفلسطينيون متفائلون وهم يحيون ذكرى يوم الأرض أليوم والواقع العربي المشين يتحول لصالحهم.
ان النتيجة التي وددت التوصل اليها أن العولمة تصدت لها العوربة وأصبحت القضية الوطنية الفلسطينية عادت لتتصدر أخبار العالم ولكن بصورتها الجديدة في ظل الأوضاع الجديدة التي تشهدها المنطقة والعالم.