أخبارنا المغربية
التقليد الأعمى أو ما نستطيع أن نطلق عليه التقليد المذموم والمكروه والمنهي عنه في الإسلام. ألا هو التقليد والاقتداء بمن هم ليسوا أهلاً لأن يكونوا قدوة ومثالاً حسناً يحتذى بهم، هذا التقليد هو الذي يوصل الناس للهاوية.
إنه يؤدي إلى إلغاء التفكير تماماً؛ لأن الهدف الأساسي منه هو تقليد الآخرين دون أدنى تقدير لنتائج هذا التقليد. وقد يكون اتباعاً للسفهاء فيما يفعلون أو يقولون أو في أيّ من الأمور السخيفة الأخرى، كأن يكون في الملبس أوالمظهرأو حتى في طريقة الحياة بغض النظر عما إن كان ما يقلد يتناسب مع طبيعة الحياة أو مع ثقافة المجتمع.
إن التقليد الأعمى لا يعود بالنفع على أحد بل وعلى العكس قد يقلب الموازين ويهدم النفوس والعقول ويفقد الإنسان هويته وشخصيته ويسلبه إرادته فما هو إلا نسخة مكررة من شخص سفيه آخر.
إنّ تقليد كل ما هو منافٍ لمجتمعاتنا العربية الإسلامية لهو أمر في غاية الخطورة، فالله سبحانه وتعالى حبانا بعقل راجح يميز الصواب من الخطأ، لذا ما علينا إلا أن نستخدم هذ العقل الراجح لننتقي قدوتنا بكل حذر حتى لا نصبح كالببغاوات نقلد ونحاكي الآخرين بدون وعي منا أو تقدير.
أسباب التقليد
للتقليد أسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر
1- التربية غير السليمة بحيث ينشأ الطفل ويكبر بدون رقابة وتوجيه الأهل مما قد يؤدي بهم إلى التشبه بالغير وهنا أعني تقليد الأمور السلبية.
2- الانفتاح غير المقيد على ثقافات ومجتمعات أخرى في كافة أرجاء المعمورة وخاصة بعد التطور الهائل الذي أنشأ العديد من وسائل التواصل الاجتماعي بين مختلف الناس في شتى بقاع الأرض. إلا أن هذا الأمر قد يكون ايجابياً أو سلبياً معتمداً على ما قد يقلد من هذه الثقافات فما أفادنا كان أمراً محموداً وما كان دخيلاً علينا وغير مناسب لثقافتنا ومجتمعاتنا وديننا كان تقليداً مذموماً.
3- البعد عن الدين وأصوله. فديننا الحنيف واضح وصريح، يدعو إلى التحلي بالأخلاق الطيبة ويدعو إلى التفكر في كل عمل وقول قبل الاقدام عليه، بعيداً عن التقليد الأعمى الذي لا يعود على الإنسانية إلا بالدمار المهدد لمستقبل الشباب الذين هم ثروة المجتمعات.
4- عدم وجود القدوة الحسنة في حياة الشباب أحياناً. وهذه الظاهرة خطيرة للغاية فما فائدة الأب إذا لم يكن قدوة يحتذى به من قبل أبنائه؟ وما أهمية كون الأم أماً إن لم تعرف أن تغرس بذرة الخير في نفوس أبنائها وبناتها وتكون لهم خير قدوة.
5- حب الظهور ولفت انتباه أكبر عدد ممكن من الناس وهي من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى تقليد أعمى دون التفكير بأي نتيجة قد تنطوي عليه.
كيف نحد من هذه الظاهرة؟
بعد الاطلاع على بعض مسببات ظاهرة التقليد الأعمى ، نحتاج الآن لمعرفة الأمور التي تساعدنا في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة الهدامة:
1- تقوية الوازع الديني عند أبنائنا وتربيتهم التربية السليمة بحيث ينشأوا على طاعة الرحمن واتباع قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21]
2- فتح باب الحوار بين الأهل والأبناء ومراقبة سلوك الأبناء ومعرفة أصدقائهم وتأثيرهم وتنبيههم لخطر التقليد الأعمى.
3- نشر الوعي والثقافة بين الناس وخاصة فئة الشباب منهم وذلك عن طريق الإعلام الهادف.
وأخيراً أرفع صوتي عالياً واقول، أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم وفي مجتمعاتكم. قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران:110] فأمتنا خير الأمم، هي أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا أمة التقليد الأعمى وأخذ سخافات الآخرين وتقليدها، فلنصن هذه الأمة ولنحفظها كما أمرنا الله تعالى.
ام ادم
التقليد الاعمى
لقد اعجبني هذا الموضوع جدا فهو ما نعيشه نراه في هذه الأيام،التقليد و التقليد،عفانا و عفاكم