أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - الرباط
تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر فيه الداعية ياسين العمري، وهو يتهم الأطباء بإثقال كاهل المرضى بالتكاليف التعجزية من أجل علاجهم، وذلك بغية تحقيق أرباح مالية لتعويض مصاريف شراء المعدات الطبية.
وفي هذا السياق، عبرت كل من النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، والنقابة الوطنية للطب العام، في بيان مشترك، عن استياءهم وامتعاضهم الشديد، من تصريح الداعية العمري.
وقالت النقابات في البيان أنها تابعت بكافة مكوناتها، وبكل أسف واستياء، استمرار اتساع رقعة الإساءة للأطباء المغاربة، وهو ما تكشف عنه العديد من الخرجات والتصريحات الإعلامية التي تؤكد حضورا قويا لعطب كبير مسيء لكل المغاربة، لأنه يضرب في العمق ركائز الثقة التي هي أساس كل نجاح وتقدم.
وأوضحت الهيئات النقابية، أن العطب المذكور تعكسه بشكل واضح العديد من التصريحات المسيئة، ومن بينها ما جاء في خرجة أحد الأشخاص الذي يقدم نفسه على أساس أنه داعية، الذي لم يجد أدنى حرج في تبني خطاب التعميم، وهو يكيل التهم للأطباء، وينعتهم بأقبح النعوت، ويبخّس مجهوداتهم، ويعمل على شيطنتهم، مجردا إياهم من إنسانيتهم ووطنيتهم ويقدمهم في أبشع الصور المادية، متناسيا ومتغافلا المسؤوليات التي تحملها الأطباء والأدوار التي قاموا بها، بالأمس كما اليوم، ومعهم باقي مهنيي الصحة، من أجل خدمة الصحة العامة، في الجبال والقرى والمداشر النائية، لمواجهة الأمراض والوقاية منها، وفي أزمنة الأوبئة.
وأبرز البيان المشترك أن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، نموذج صغير للتضحيات المبذولة التي أدت إلى إصابة أكثر من 100 أستاذ وطبيب بالعدوى التي كانت سببا في أن أسلموا أرواحهم لبارئها.
وتابع البيان، على أن الخطاب الذي أسس عليه المتحدث كلامه الموجه للعموم، بعد بث وتقاسم التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ينضاف إلى مسلسل طويل من الإساءات التي ظل الأطباء يتعرضون لها في وطنهم من طرف جهات مختلفة وبأساليب وصيغ متعددة، سيؤدي وبكل أسف إلى نشر المزيد من الكراهية وتعميم الحقد على نطاق واسع ضدهم، وهو ما لا يمكن القبول به.
وأضافت الهيئات أن التطبيع مع هذه الممارسات والسلوكات، لن يشجع إلا على مزيد من هجرة الكفاءات بالنسبة لأطباء الغد، في الوقت الذي يعرف فيه المغرب خصاصا كبيرا في الأطباء، وفي مرحلة زمنية جد مهمة في مسار المغرب نحو تعميم الحماية الاجتماعية، تفعيلا للتعليمات الملكية للملك محمد السادس، مبدع هذا الورش التاريخي، والذي يحرص على أن تكون المنظومة الصحية منظومة عادلة تضمن التكفل الصحي بكافة المواطنين وتضمن ولوجهم إليها بشكل سلس بعيدا عن كل الإكراهات، المادية منها والمعنوية.
وأشارت النقابات إلى أن الملك محمدا السادس، أكد على أن تكون الجدية محددا لسلوكاتنا ولعملنا، كل من موقعه، لخدمة الوطن والمواطنين، إلا أنه يتبين وبكل أسف، من خلال مثل هذه التصريحات، افتقاد البعض لها مقابل تبنيهم لخطابات الإثارة والشعبوية التي لا تساهم إلا في تعميم الاحتقان.
وقالت النقابات الطبية في ختام بيانها، إننا كأطباء مغاربة، نعتز بكوننا من بنات وأبناء هذه الدولة الشامخة، دولة الحق والقانون والمؤسسات، ونؤمن جدا بأن كل مواطن تضرر من ممارسة ما ومن سلوك يعتبره مسيئا له أو تسبب له في أضرار معينة، كان مصدره طبيبا أو غيره، فإنه يمكن له التوجه إلى المؤسسات المختصة من هيئة وطنية للأطباء ومجالس جهوية، أو للوزارة الوصية من خلال مفتشيتها، أو إلى مؤسسة القضاء للمطالبة بحقوقه وبجبر الضرر إذا ما كان له الحق في ذلك، ونعي جيدا أنه في كل مجال وقطاع، في كل المجتمعات، هناك الصالح والطالح، وهو ما يجب معه أن نميز بينهما وأن نسمي الأشياء بمسمياتها في حال وجود خلل ما، عوض تبني خطاب التعميم المحبط، والحاطّ من الكرامة والمسيء لها، الذي يؤدي لنشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
متتبع
الحقيقة المرة
يجب فتح المجال لدخول اطباء من الخارج للخدمة في المغرب