الجمال المغربي.. شاهد الفائزة بملكة جمال الشرق

محامي ضحايا "مجموعة الخير" يكشف تفاصيل مثيرة عن محاكمة المتهمين التي استمرت لأكثر من 40 ساعة

إطلاق برنامج التعليم عبر الرياضة لدعم الأطفال بالعيون الشرقية

مريم الإدريسي: مدونة الأسرة ليست صراعًا بين النساء والرجال..والمرأة مخصاهش تبقى فالكوزينة محكورة

الرجال خصهم يتكمشو.. ردود نسائية مثيرة على تعديلات مدونة الأسرة

بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

ملائكة و لكن ...

ملائكة و لكن ...

ابراهيم البوزنداكي

يحتفل العالم يوم 12 ماي كل سنة باليوم العالمي للتمريض، حيث يعترف فيه بدور الممرض في رعاية الصحة العامة . و هذه السنة استثنائية، لكون جائحة كورونا ضربت العالم بقسوة فأبان ممرضو و ممرضات العالم عن حس إنساني منقطع النظير في التفاني في خدمة المرضى و رعايتهم.

 

في هذا المقام، لا يهمنا أصل الاحتفال و لا أول من احتفل و لا حتى مؤسس التمريض. ما يهمنا هو وضع الممرض المغربي الذي يعد أكثر الفئات تواجدا بالمستشفيات سواء منها العامة و الخاصة، و يشكل الممرضون 50 في المائة من القوى العاملة في المجال الصحي عالميا.

 

و في كل دول العالم يتم مكافأة هذه الأطقم، فقد أعلن وزير الصحة الفرنسي في 15 أبريل الماضي عن تقديم علاوة للأطباء و الممرضين تتراوح ما بين 500 و 1500 يورو، و في مصر تقرر صرف مكافآت للعاملين في الخدمات الصحية تقديرا لما يقدمونه من تضحيات. و في الجزائر قرر الرئيس منح سنة أقدمية تحتسب في التقاعد لكل طبيب أو ممرض قضى شهرين و هو يعمل ضمن الطاقم الذي يتصدى للوباء. أما في المغرب فتم الاقتطاع من أجورهم بدعوى المساهمة في صندوق مواجهة كورونا. هؤلاء ساهموا بأرواحهم و أوقاتهم و عطلهم وحريتهم و الكثير منهم لم يعد يرى عائلته لأسابيع، ناهيك عن الضغط النفسي الناتج عن شروط العزل و التخوف من التقاط العدوى ،فكيف بعد كل هذا يقتطع من أجورهم؟

 

إن المنظومة الصحية المغربية عانت و ما زالت تعاني من السياسات الحكومية غير المسؤولة تجاهها. و قد طالبت الجمعية المغربية لعلوم التمريض باتخاذ اجراءات سريعة و فعالة من أجل توظيف العدد الكافي من الأطر الطبية و خاصة بعد ازدياد حالات الاصابة بكورونا، حيث يصل النقص وطنيا في أعداد هذه الأطر إلى 64 ألفا.

 

و ما زالت الحكومة لم تستجب لمطالب إحداث هيئة وطنية لفئة الممرضين و تقنيي الصحة، كما أنها لم تسارع إلى المصادقة على القوانين التنظيمية التي تنظم المهنة و على رأس هذه القوانين مصنف الكفاءات و المهن الذي سيحد من ممارسة المهنة من قبل دخلاء و خاصة في القطاع الخاص.

 

و هناك مطالب بالرفع من قيمة التعويضات عن الأخطار المهنية و خصوصا في هذه الظرفية التي يخاطرون فيها بحيواتهم، و مطالب بإقرار ترقية استثنائية لفائدة الممرضين ضحايا قانون 35-7-535 ، و كذا الرفع من الكوطا المتعلقة بالترقية و اعتماد 4 سنوات للكفاءة المهنية عوض 6 سنوات كما هو الحال بالنسبة لفئات أخرى في القطاع نفسه.

 

إن أزمة كورونا ردت الاعتبار لملائكة الرحمة و منحتهم النياشين و الأوسمة بعدما عانوا و لعقود من اتهامات الاهمال و التكاسل. إن الأطقم التمريضية و الطبية و التقنية و العاملين في المستشفيات هم أبطال الحرب الحقيقيون. و إن كانت الدولة تريد الخير حقا لمواطنيها فيجب الاعتناء بهم و ذلك بإحداث مناصب مالية كافية تستوعب أعداد الخريجين و خاصة أن المنظومة الصحية يعتريها نقص هائل.

 

 

إن أي بلد يعتزم النهوض بأوضاع المواطن و يريد إرادة حقة التقدم و التطور، يلزمه أن ينظر بجد إلى منظومتين قبل غيرهما هما : التعليم و الصحة. و كل القطاعات الأخرى يجب أن تكون في خدمتها لأنها هي الأساس.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة