عبد اللطيف مجدوب
تفيد العديد من الدراسات الميدانية والإكلينيكية Clinical أن دماغ الإنسان البشري تقل وظيفته كلما تعرض لحرارة لاسعة تزيد في متوسطها عن درجة °38 .. أو لبرودة منخفضة تقل عن °0 درجة ، كما وجد خبراء سيكولوجيا الخوف Fear psychology أن تهديد الأعاصير والحرائق يدفع بالإنسان إلى التركيز فقط ؛ في نشاطه الفكري ؛ على وسائل وحيل النجاة..
ظاهرة الحر الشديد والاحتباس الحراري عموماً أصبحت تقض مضجع جهات عديدة من سكان المعمور ، وقد تابع العالم أجمع ؛ في الآونة الأخيرة وبكثير من القلق ؛ إجلاء سكان لاهاي واليونان عن مناطق سكناهم ، بعد أن حولتها الحرائق إلى أثر بعد عين!
ونظرا لتعاقب موجات الحر الشديد ، وما استتبعها من حرائق في الغابات والمحاصيل والديار ، حاولت جهات حكومية ؛ في أمريكا بخاصة ؛ إيجاد سبل ووسائل إشعار وإنذار وبثها وسط المناطق المهددة ، لإخطار سكانها بإخلاء منازلهم ، دفعا لكل الطوارئ المباغتة ، وفي هذا السياق عملت بعض الولايات الأمريكية على إقامة مرفق عمومي دعته "المفوضية لشؤون الحر" Heat Commission، يناط به مهام إيجاد طرق لحماية المواطنين من الآثار الخطيرة الناجمة عن الحر الشديد.
أما في أوروبا، فقد أقدمت سلطاتها على تبني رسائل تحذيرية Warning Messages عبر منصات التواصل الاجتماعي ، وكذا بعض التطبيقات الذكية ، معتمدة على معلومات حينية لأقمار صناعية.
تكيف الإنسان مع الأوساط الحارة
هناك تجربة أقدمت عليها ؛ في الآونة الأخيرة ؛ بعض دول الخليج كالكويت والعراق ، تقضي بإيقاف حركة المرور العامة ، ساعة واحدة بعد الظهيرة ، أو في أوج ارتفاع درجة الحرارة لتصل إلى °50 في المتوسط العادي ، مسجلة في شهري يوليوز وغشت ، وذلك اتقاء لكل حوادث الحرائق ممكن أن تنجم عن هذا الزمن القائظ ، هذا عدى التدابير الاحترازية التي شرعت تأخذ بها دول أوروبية ، من حيث تخفيض نسبة مكوث العمال والموظفين داخل مرافق العمل ، وتجريب منظومة الشغل عن بُعد ، أملا في اقتصاد الطاقة أولاً ، ثم الحيلولة دون إرتفاع الضغط لدى المترددين على مراكز الشغل ، ثانياً.
المغرب والتوقيت الصيفي
بالنظر إلى ارتفاع وتيرة درجة الحرارة في المغرب ، ابتداء من شهر ماي ، فقد لوحظ تزايد حوادث السير عبر الطرقات ، وحتى داخل المناطق الحضرية ، فضلاً عن الانخفاض المزمن في نشاط أداء الشخص ، فإذا كان يصل ؛ في معدله العام ؛ 4.5 ساعات يومياً ، فإنه في فصل الحر لا يتجاوز 3 ساعات.
أمام هذه الظاهرة ؛ ارتفاع درجة الحرارة ، أصبح حريا بالسلطات الحكومية مراجعة منظومة الشغل ، ومحاولة تكييفها مع المستجدات المناخية ، والعمل ؛ في آن واحد ؛ على إعادة النظر في زمن التمدرس ، والتفكير بجدية في استحداث قسم "التعليم عن بعد" كرافد من روافد التعليم ، يمكن اعتماده خلال الظروف الطارئة.